معاذ الحمامي لـ «بوابة الأهرام»: مصر مكان خصب لتنمية وتمكين المواهب وتصديرها

نسعى لنشر الأعمال الإبداعية الأصيلة التي تمثل تاريخنا وخلفياتنا الثقافية والحضارية

شهدت السوق الإعلانية مؤخرا ظهور شركة دعاية وإعلان تقتحم مجالا مبتكرا حيث تتخصص في ابتكار الهويات للشركات والأفراد والتسويق الرقمي بكافة أشكاله من خلال تقديم حلول إبداعية وتسويقية، وتحمل الشركة اسم “بيج بانج” وهي تحرص على التميز في تقديم الخدمة للعميل باعتباره جزءا من الحل الإبداعى والتسويقى، فـ”بيح بانج” هي خلاصة خبرة طويلة في المجال.

التقت “بوابة الأهرام” الأستاذ معاذ الحمامي الرئيس التنفيذي للشركة وأجرينا معه هذا الحوار لنتعرف عليه وعلى نشاط الشركة عن قرب:

في البداية وجه الرئيس التنفيذي لشركة بيج بانج الشكر لبوابة الأهرام على إجراء هذا الحوار قائلا: اسمي معاذ أحمد الحمامي من مواليد دمشق 1985، خريج قانون (كلية الحقوق)، وبعد التخرج توجهت لشغفي إلى العمل في مجال الإعلام والتسويق، فبدأت بالعمل في المجال منذ عام 2007 بالشركة الوطنية للإعلان في الرياض.

وأوضح: من المدهش أن فرصة العمل في تقديم الخدمات التسويقية والإعلانية تفتح الآفاق على جميع المجالات الأخرى التي تقدم لها هذه الخدمة في السوق المحلية والعالمية، فمن حيث المبدأ، فإنك لن تستطيع بيع خدمة تسويقية بدون فهم مشكلة العميل لإعطائه الحلول الصحيحة وتقديم خدمة فعالة ذات جودة عالية، ومنها بدأتُ العمل مع العديد من الوكالات العالمية والشركات الإعلانية ووسائل الإعلام مثل مجموعة “شويري” والعديد من الشركات الرائدة في كلا من المجالين الإعلامي والإعلانى، ومن خلال تجربتي الطويلة شدني العمل إلى مجال الإنتاج، وبدأت العمل كمنتج ثم منتج تنفيذى ورئيس تنفيذى.

وعن طبيعة عمل الشركة وعن حرصه على الوجود في السوق المصرية عبر تأسيسه شركة “بيج بانج” يقول إن big bang هي وكالة للحلول الإبداعية والتسويقية، وقد عملت على تأسيسها بالتعاون مع مجموعة من أصدقائي المبدعين الحريصين على تطوير الصناعة وهم يشكلون مزيجا من خبرات متراكمة لفريق متعاون، وهنا يأتي المغزى فمن المؤسسين:

الفنان أحمد محسن منصور وهو رئيس القسم الفني وله العديد من الأعمال الفنية العالمية والمحلية.

المهندس جاسر فتحي إمبابي المدير التنفيذي ولديه باع طويل في إدارة أقسام التسويق في شركات وعلامات تجارية عالمية.

الفنان عبادة أحمد الحمامي وهو من كبار مخرجي البرامج والأفلام الوثائقية.

الفنان مالك أحمد الحمامي وهو من المبدعين في مجال الإخراج السينمائي والإعلانات التجارية العالمية والمحلية.

تابع: ونحن كخبرات نعمل جميعا في المجال الإبداعي نحرص على أن تكون الأهداف الرئيسية لشركة (بيج بانج):

أولا: التميز في (خدمة العميل، وتحقيق رغباته)، وفي هذا الصدد نسعى إلى أن يكون العميل جزءا من الحل الإبداعي أو التسويقي.

ثانيا: الحرص على اختيار المواهب واستقطابهم، وتمكينهم وتذليل كل الصعاب (التي يعاني منها المبدعون العرب، وخاصة الشباب) ليبدعوا في خدمة السادة العملاء وفي الوقت ذاته رفع مستوي الإنتاج الفني وجودته.

أما عن سبب اختياره مصر بالذات لانطلاق هذه الشركة قال الأستاذ معاذ الحمامي:

عندما نتحدث عن عالمنا العربي وخصوصا في ميدان الثقافة والإعلام والإبداع فإن السؤال عن اختيار مصر ستكون إجابته بديهية، فمصر هي القلب النابض للوطن العربي، فقد نشأنا ونحن نحمل في وجداننا بصمات الثقافة المصرية التي عايشناها عبر شاشات السينما والتليفزيون والمهرجانات والأعمال الدرامية الخالدة، وقد كان لصناعة السينما المصرية تاريخ عريق، ومن المهم القول بأن مصر مكان خصب تحوي طاقة هائلة لنمو المواهب وتصديرها، ومصر كسوق هي سوق محورية لا يمكن تجاوزها.

وعن تساؤلنا حول حقيقة وجود فرصة استثمارية قادمة في مجال الصناعة الإبداعية في مصر أم لا؟ قال الأستاذ معاذ الحمامي: نعم بالتأكيد، وليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، وحتي تتضح الصورة أكثر فأنا أؤكد إن هناك فجوة ضخمة في المحتوى العربي على المستويين المحلي والعالمي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالاهتمام بصناعة المحتوي الجيد والرفيع، بمعنى أن الطلب على الاستهلاك والاحتياج أكبر بكثير من العرض، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في مجال الأفلام والسينما ومدى حضور المحتوى العربي في منصات العرض كنيتفلكس مقارنة ببقية العالم. يضاف إلى ذلك ظهور منصات العرض تتكاثر باستمرار فقد كانت لدينا نيتفلكس واليوم لدينا لكل شركة كبرى منصة عرض من آبل حتى أمازون.

وهناك أيضا نقطة يغفل عنها الكثيرون وهي نضوج الأرضية المحلية لاستقبال المحتوى وأعني بذلك منصات العرض العربية كشاهد على سبيل المثال.. كل ذلك يوضح الفرص الضخمة في قطاع الإعلام والإبداع ويبين أننا في بداية موجة صعود تحتم على كل المهتمين الوجود فيها لصناعة محتوى أصيل وصقل مواهب تمثل تاريخنا العربي الفني والجمالي العريق.

وتساءلنا ما دامت السوق المصرية مغرية استثماريا كما تفضلت، فلماذا نرى الكثير من الناس يبحث عن الفرص الاستثمارية خارجه؟

قال يمكن النظر لكل سوق ناجحة من زاويتين، إحداهما زاوية جذب وهي المستقبل المبهر للاستثمار، والأخرى زاوية طاردة وهي كونها سوق شديد المنافسة جدا، ولذلك لن تجذب تلك الأسواق الساخنة سوى الواثقين من جودة ما يقدمونه والواثقين من صمودهم وانتصارهم وسط المنافسة العالية.

وسألناه ما الذي يجعلك واثقا من نجاح “بيج بانج”؟

دعنا نقول إن أول معطيات النجاح لبيج بانج هو ازدياد حجم الطلب على خدمات التسويق وعلى جودة الخدمة ومرونتها في العالم وفي الوطن العربي على وجه التحديد، فنحن اليوم في عصر الصورة وفي عصر التواصل ويجب الوجود في الفضاء الإعلامي سواء على التلفاز أو على شبكة الإنترنت لتكون موجودا باستمرار في أذهان الناس، ويجب التميز بوجودك كي تتم ملاحظتك.. هذه العوامل مجتمعة تجعل مجال التسويق الرقمي والحلول الإبداعية مجال ضروريا للجميع من شركات وماركات وأجهزة حكومية وقنوات إعلامية بل وحتى أشخاص.

أما الثقة من نجاح “بيج بانج” فيه فهي نابعة أولا من التوكل على الله وثانيا من خطتنا التي أنشأناها كأساس للشركة وهي خطة تمكين المواهب المحلية واستقطابهم.

ماذا تقصد بتمكين المواهب فقد وجدناها تتكرر في إجاباتك كثيرا؟

أنا أؤمن بأن عالمنا العربي هو مغارة علاء الدين التي تحوي أطنانا من كنوز المواهب، ولكنها للأسف في كثير من الأحيان لا تجد الفرصة التي تمكنها من الظهور لتنال تقديرا وصدى يليق بفنّها، أحد الدوافع التي كانت خلف إنشاء “بيج بانج” هو أن نكون جسرا لعبور هذه المواهب للعالم، فلدينا في “بيج بانج” نظام عمل فريد حيث لا نخدم فقط الشركات أو الجهات بل نخدم أيضا ذوي المواهب الفنية بأن نكون وكلاء في التسويق لهم أو شركاء في تمكينهم من أعمال تكون فرصة لصقل مواهبهم وإبرازها.

هل تعتبر نفسك شخصا ذا رسالة يريد إيصالها عن طريق عمله؟

ليس بهذه المباشرة، أنا رجل أعمال ولكني في الوقت نفسه إنسان ابن بيئتي وواقعي، وهناك مجالات عملية لا تنفصل عن تقديم رسالة ما مثل مجالات التعليم والإبداع، ومجالنا والذي هو الإعلام، لذا يمكنني أن أجاريك وأقول إن لديّ (معايير) أريد نشرها بدلا من كلمة (رسالة)، وهذه المعايير ببساطة هي مزاحمة الساحة الفنية والإبداعية بالأعمال الأصيلة التي تمثل تاريخنا وخلفياتنا (الثقافية والحضارية) والابتعاد قدر الإمكان عن الأعمال الاستهلاكية التي لا تشبهنا وإنما تشبع نهم الاستهلاك السطحي.

ماهي الأعمال الفنية التي تجدها مثالا على الأصالة التي تهتم بها؟

لا يمكن تحديد أعمال معينة، أول لكثرتها وثانيا لتنوعها ففي كل ربوع الوطن العربي هناك أعمال أصيلة فنية ممتعة اتفقت عليها الأجيال وكان لمصر نصيب الأسد منها، سواء على الصعيد الغنائي أو السينمائي أو التلفزيوني. وكذلك لدينا البرامج الثرية والبرامج الممتعة وكان لدينا تاريخ مبهر في تقديم محتوى الأطفال الذي يشبه قيمنا الإنسانية، ولا زال، ولكن على كل المستويات الوضع اليوم انحرف كثيرا عن الأمس الجميل وهو ما أتمنى أن يتم إصلاحه.

هل ترى أن العمل الأصيل يجب أن يكون ثقافيا أو علميا؟

لا أبدا، لا أقصد ذلك بل أنا من المتعصبين للأعمال الفنية لأجل المتعة والإبهار والترفيه المحض وأدعوا لعدم خلط الأمور، ما أقصده أن الأصالة تكون في الالتزام بالمعايير الفنية من قصة ولغة عمل وجودة إعداد وعدم تقليد دون إضفاء طابع ثقافي يناسبنا.

ما الوصف الذي يمكن أن تصف به المرحلة القادمة لبيج بانج؟

ببساطة هو (الانفجار العظيم) وهو المعني الحقيقي لكلمتي بيج بانج وتعنى في علم الكون الفيزيائي هو النظرية السائدة لتفسير نشأة الكون. حيث تعتمد فكرة النظرية على أن الكون كان بالماضي في حالة حارة شديدة الكثافة فتمدد، وأن الكون كان يوما جزءا واحدا عند نشأته. وبعض التقديرات الحديثة تُقدّر حدوث تلك اللحظة قبل نحو ١٤ مليار سنة، ونرى أن ذلك يلفت النظر للاسم الإبداعي الذي اخترناه.

وأخيرا سألناه عن هوايته في الكتابة وهل يمكن تصنيفه ككاتب؟

لا أعتقد أنه يمكن تصنيفي كذلك إلا في حالة الكتابة عن مجالي الاختصاصي وهو القيادة والإعلام ففي هذه الحالة لدي مساهمات حاولت من خلالها أن أقدم وجهة نظري وتجربتي الشخصية بحسب التخصص ورحلة العمل.